وحيدة فى دنيا الكلمات

كعادتها كل ليلة قبل النوم امسكت بإحدى الروايات التى لم تنتهى من قراءتها بعد. استلقت على سريرها و رفعت الرواية بين كفيها و أخذت تحدق فى الغلاف و تمعن النظر فى عنوان الرواية -"وحيدة بين اليأس و الأمل"- و كأنها تقرأه لأول مرة. مرت برهة من الوقت و هى على هذه الحالة ثم انتبهت و فتحت الرواية و استأنفت القراءة.
بينما هى مستغرقة فى قراءة إحدى الصفحات تسقط دمعة لا تعلم مصدرها ، و لكنها اكتشفت ذلك حين تحسست عينيها.
جففت عينيها و همت بمسح الدمعة من فوق الصفحة ، فإذا بالدمعة تستوقفها و ترجوها : "لا تقتلينى و دعينى...
دعينى كى أداعب الحروف و أعانق الكلمات.
دعينى كى اخرج كل مساء للتنزه بين السطور و أقيم الصداقات مع الجمل.
دعينى أجافى اليأس و أدخل فى علاقة غرام مع الأمل.
و لكن لا تدعينى وحيدة فى دنيا الكلمات..فهلا قليل من الدمعات؟؟؟؟؟"
حاولت و حاولت و لكن دونما فائدة!!!
لقد شربت الوحدة كل الدموع و لم تترك شيئا ليروى ظمأ الصفحات.
و حين فقدت الأمل ، تملكها اليأس و راحت تقلب الصفحة فإذا بالدمعة تبكى و تصرخ : "يالشقائى و وحدتى فى دنيا الكلمات".
هنا انهمرت دموعها تجرى فوق الصفحة كالسيل.
غرقت الدمعة!!!!!
امسكت منديلا و جففت دموع عينيها ثم مسحت الدموع من فوق خد الصفحة و أغلقت الرواية. هوت برأسها فوق الوسادة و هربت إلى دنيا الاحلام.