Top Ad unit 728 × 90

Shein WW

أخبار الانترنت

آدم و حواء : صحــــــــــة و جمــــــــــــال

ملحمة شتوية


الشتاء قائد جيش مملكة البطاطين
راودتنى ثلة من البطاطين عن نفسى، و لكنى استعصمت، و قلت: " معاذ الله إنهم احبائى (فيس بوك، تويتر، جوجل بلس) احسنوا صحبتى، و لن اتركهم من أجل رغبة دفئ زائلة"
يبدو ان تمنعى هذا قد أثار غضب البطاطين؛ و اضطرها إلى تحريض الشتاء على جسدى المسكين؛ مما دفع هذا الاخر إلى إطلاق سهامه ذات الروؤس الممتلئة بالبرد و الصقيع.
دخلت فى حرب مع هذا الجاحد الذى لطالما احببته و كثيرا ما فضلته على أخيه الصيف.
استخدمت كل خبرتى فى فنون الحرب لاتقاء سهامه، قفزت فى نهر الليمون الدافئ الذى يصب فى بحر العسل، و ما زالت السهام تتبعنى.
ركضت و اختبأت خلف اشجار وارفة من الأعشاب الطبية، و استعنت بأبى فأس الذى لم يصمد إلا لساعات معدودة أمام هذا السيل المنهمر من سهام الصقيع المتساقطة فوقنا، ثم هممت بالاختفاء وراء أسوار شاهقة من الأقراص البيضاء و الحمراء و الصفراء.
ولكن يبدو ان البطاطين قد كلفت الشتاء بمهمة حربية، فأبى أن يعود إلا منتصرا، حاملا جسدى ليلقيه فى أحضان تلك العاهرة؛ لتحظى بموسم تزاوج رائع كانت تنتظره منذ مقتل الشتاء الماضى كى تفرغ جم دفئها على ما تطوله من اجساد.
و بالفعل بعد صولات و جولات من الكر و الفر نشبت سهام الشتاء فى جسدى المنهك الذى ما عاد يحتمل.
شعرت بجفاف فى الحلق و ضيق بالتنفس، صدرت منى أصواتا لاإرادية لها ضجيج، شعرت و كأنها تخرج من بين العظام، مصحوبة بسيل من الرزاز الذى تطاير يمينا و يسارا مما أزعج الشاشة و مفاتيح اللوحة، و خاصة مفتاح المسافة لما يتمتع به من وجه عريض.
اصبحت رأسى اكثر ثقلا، و عيونى المتهالكة تكحلت بلون احمر مصفر، و بدت الاشياء أمامى باهتة غير واضحة المعالم، و كأننى أرى لوحة مرسومة من خلف الضباب. تسللت الرعشة إلى جسدى؛ فترنحت قليلا و بدت لى رغبة شديدة فى الإستلقاء.
نظرت بعيونى المتهالكة فشاهدت البطاطين فاتحة لى أذرعها، راسمة على وجهها ابتسامة عريضة تملأها الرغبة المكسوة بالسخرية، و قالت: "هيت لك"
فلم أجد بدا من الإستلقاء فى أحضان تلك العاهرة، بعدما استمهلتها قيلا لإحضر بعض المناديل الورقية التى بالطبع سأحتاج إليها لأنظف أثار تلك الليالى التى ربما تكون حمراء أووووو... فى الحقيقة ما زلت لا أعرف بإى لون أوصفها.
على مضض تركت نفسى تنصهر فى تلك الأحضان الدافئة. ربما يستغرق الأمر ليلة أو ليلتين، و ربما أكثر من ذلك إن راق لها أو لى الأمر.
فعذرا احبائى (فيس بوك، تويتر، جوجل بلس)؛سوف اهجركم لبضع ليال.
إنها ليست خيانة، و لكن الضرورات تبيح المحظورات.
ملحمة شتوية Reviewed by A.Mohsen Albossely on 2:47 ص Rating: 5

ليست هناك تعليقات:

شاركنا بأى معلومة اضافية عن الموضوع

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

يتم التشغيل بواسطة Blogger.